حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؟
[حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؟ ].
الصّلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر منهيٌ عنها ؛ لحديث عائشة – رضي اللّه عنها – قالت : قال رسولُ اللهِ –صلّى اللّه عليه وسلّم – في مَرَضِه الذي لم يَقُمْ منه :”لعنّ اللهُ اليهودَ والنَّصارى؛ اتّخذُوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ ، لولا ذلك أبرزَ قبرَه ، غيرَ أنه خَشِيَ ، أو خُشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مسجدًا ” . بخاري (١٣٩٠).
وعن عائشة ، وعبد اللّه بن عباس قالا : لما نزل برسول اللّه –صلّى اللّه عليه وسلّم – ، طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه ، فقال وهو كذلك : ” لعنة الله على اليهود والنّصارى ، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ” يحذّر ما صنعوا . البخاري (٤٣٥).
و النّهي عن بناء المساجد على القبور يستلزم النّهي عن الصلاة فيها.
واختلف العلماء بحكم الصّلاة في المسجد الذي فيه قبر ، بين الكراهة و البطلان والاعادة ، وفصّل الامام الألباني – رحمه اللّه – المسألة فقال : ” إنّ للمصلي في المساجد التي يوجد بها قبر لهم حالتين :
– الاولى :أن يقصد الصّلاة فيها من أجل القبور و التّبرك بها ..، ففي هذه الحاله لا شكّ في تحريم الصّلاة فيها بل بطلانها ، لأنّه نهى – صلّى اللّه عليه وسلّم – عن بناء المساجد على القبور ، ولعن من فعل ذلك ، فالنّهي عن قصد الصّلاة فيها أولى ، والنّهي يقتضي البطلان .
– الثانية :أن يصلي فيها اتفاقاً لا قصداً للقبر ،… ففي هذه الحالة فصلاته مكروهه.(تحذير السّاجد: ١٢١).
و قال الألباني –رحمة الله-: ” واعلم ان كراهية الصّلاة في المساجد المبنية على القبور مضّطردة في كل حال ، –سواء كان القبر أمامه او خلفه ، يمينه او يساره– ، فالصّلاة فيها مكروهة على كل حال، ولكن الكراهة تشتد اذا كانت الصلاة الى القبر ! ، لأنّه في هذه الحالة ارتكب المصلي مخالفتين ، الاولى :في الصّلاة في هذه المساجد ، و الأخرى الصّلاة الى القبر .. ” .
[تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (١٢٦)].