في أخذِ العلمِ عن أهله وإن كانوا صغارَ السّن
*« في أخذِ العلمِ عن أهله وإن كانوا صغارَ السّن ».*
” *قال الإمام أحمد:* بلغني عن ابن عيينة قال: الغلام أستاذ إذا كان ثقة ! .
*وقال علي بن المديني:* لأن أسأل أحمد بن حنبل عن مسألة فيفتيني أحبّ إليّ من أن أسأل أبا عاصم ، وابن داود ، إن العلم ليس بالسّن ! .
وروى الخلال من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : قال عمر – رضي اللّه عنه – : إنّ العلم ليس عن حداثة السّن ولا قدمه ! ؛ ولكنّ اللّه – تعالى – يضعه حيث يشاء .
*وقال وكيع:* لا يكون الرّجل عالماً حتى يسمع ممن هو أسنّ منه ، ومن هو مثله ، ومن هو دونه في السن .
هذه طريقة الإمام أحمد على ما ذكره البيهقي في مناقبه وغيره .
*وفي فنون ابن عقيل:* وجدتُ في تعاليق : محققٌ أنّ سبعةً من العلماء مات كل واحدٍ منهم ، وله ست وثلاثون سنة ! ، فعجبت من قصور أعمارهم مع بلوغهم الغاية فيما كانوا فيه ، فمنهم الإسكندر ذو القرنين وقد ملك ما ذكره الله ، وأبو مسلم الخراساني صاحب الدولة العباسية ، وابن المقفع صاحب الخطابة والفصاحة ، وسيبويه صاحب التصانيف والتقدم في العربية ، وأبو تمام الطائي في علم الشعر ، وإبراهيم النظام في علم الكلام ، وابن الراوندي في المخازي ، وله كتاب الدامغ مما غر به أهل الخلاعة ، وله الجدل . انتهى كلامه .
وكان القراء أصحاب مشورة عمر : كهولاً كانوا أو شبّانا ، وكان وقافا عند كتاب الله رواه البخاري (٧٢٨٦) وغيره .
وفي الصحيحين عن ابن عباس – رضي اللّه عنهما – قال : *كنت أَقرِئُ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف* . بخاري (٦٨٣٠) .
*قال ابن الجوزي في كشف المشكل:* فيه تنبيه على أخذ العلم من أهله ، وإن صغرت أسنانهم أو قلت أقدارهم ، وقد كان حكيم بن حزام يقرأ على معاذ بن جبل فقيل له : تقرأ على هذا الغلام الخزرجي ؟ ، قال : إنما أهلكنا التكبُّر ! ” .
‹ ابن مفلح المقدسيّ – الآدابُ الشَّرعيّة (٢١٤-٢) ط*الرسالة العالمية ›