زيادةُ المبنى زيادةٌ في المعنى
« زيادةُ المبنى زيادةٌ في المعنى »
” الزيادة في الألفاظ لا توجب زيادةً في المعاني ، إلا إذا تضمّنت معنى الفعلية ، لأنّ الأسماء التي لا معنى للفعل فيها إذا زيدت استحال معناها ، الا ترى أنّا لو نقلنا لفظة (عذب) وهي ثلاثية الى الرباعي ، فقلنا (عَذْيَب) على وزن جعفر ، لاستحال معناها ، ولم يكن لها معنى ..
وانظر الى اختلاف بناء الفعل فيما ذكره اللّه من عجز *يأجوج ومأجوج* عن نقض السد ، قال تعالى :*{ فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نَقْباً}* .
قال العلامة أحمد بن إبراهيم ابن الزبير الغرناطي – رحمه اللّه – في ملاك التّأويل (٢-٧٩١) : ” استطاع ، واستاع ، واسطاع ، والأول الأصل ، ثمّ يحذفون أحد الحرفين تخفيفاً .
* فجيء أولاً بالفعل مخفّفاً عند ارادة نفي قدرتهم على الظّهور على السّد والصعود فوقه .
* ثمّ جيء بأصل الفعل مستوفي الحروف عند نفي قدرتهم على نقبه وخرقه .
ولا شكّ أنّ الظّهور أيسر من النّقب ، والنّقب أشدّ عليهم وأثقل ؛ فجيء بالفعل مخفّفاً مع الأخف ، وجيء به تامّاً مستوفى مع الأثقل ، فتناسب ” .
‹حمدُ العُثمان – التّحبِيرُ لقَواعدِ التَّفسيرِ (٢٦٩)›